صبيحة يوم ثقيل الظل , قضيت ليله فى السهر والأرق ما بين النوم والصحيان .
وما بين الكوابيس التى تهاجمك وتنقض عليك ,
لتعكر عليك تلك الدقائق التى غافلت الارق فيها لترتاح قليلا.
تستيقظ لتكتشف أن كل كره من كرات دمك تتأجج بالسخط والغيظ على كل وأى شئ .
ويصعب عليك تحتمل نفسك , فما بالك بكلام الاخرين .
تحاول أن تتلاشاهم تماما , حتى لا تنفجر وتصيح ضجرا فى وجوههم .
تمتلك طاقة سلبيه هااائلة بامكانهاا احباط اى شئ .
وفى وسط هذه العكننه المزاجيه.
وأنت تحتجب عن جميع الناس , وتمتنع عن الكلام او الحديث او اى مواجهه .
لان حتى مواجهه أشعه الشمس تزعجك فى حد ذاتها .
يأتى ببالك خاطراً .. أين أنا فى حياة الاخرين , وماذا أمثل لهم , وهل سيفتقدونى ؟!
من يحبك ....حتما سيفتقدك ...
بعد يوم
بعد يومان
بعد اسبوع
.
.
وطبعا كلما زادت المده ... كلما كنت أنت لا تمثل له شيئا قوياً . ولم يأثر فقدك فى حياته .
لانه افتقدك بعد عدة أيام ..
يعنى وجودك غير هام فى حياته .
تكتشف انه شئ متعب توقع أو انتظار ردود أفعال معينه , عادةً لا تحدث .
هل أنا حقاً , وجودى فى حياة هؤلاء .. أصبح عادة , أعتادوا عليهاا .
حقيقة مجرده وحدث مضمون حدوثه .
لا يقلقون بشأنه لا يفكرون فيه فهو شئ بديهى .
إذن .. قرار ابتعادى هذا سيكون مفيداً ,
على الاقل سأكتشف من يفتقدنى ويبحث عنى ؟!!!
أعتقد أن هؤلاء من يستحقون أن افكر بهم أن يكونوا ضمن أولوياتى .
ومن لن يشعر بغياابى ؟!!
إذن فوجودى فى حياته مساوى لعدم وجودى
فأوفر على نفسى عناء التفكير وطاقاتى المهدره .
وأرحل بسلام من تلك الحياة التى لم ولن أكن مأثرة بها بأى شئ .
أعتقد أن طوال حياتى وأنا لم أكن أنتظر مقابلاً من علاقاتى بالآخرين .
فأنا أعتقد أن العلاقات التى يحتمل فيها التفكير فى المقابل علاقات فاشله لأنها قائمه على المصلحة .
لكن ما أفكر فيه الآن ليس مقابلاً .
أعتقد أن أقل شئ .. أن أشعر بالاهتمام , بالتقدير , وأن لوجودى قيمة .
إنما القلوب بيد مقلب القلوب فقط .
لكن الاهتمام والتقدير هو ما يمكننا أن نتحكم به . هو تصرف أختيارى وبأيدينا.
شعورك بعدم الاهتمام والتقدير ,
يقتل وينسف كل شئ جميل بقلبك
يترك جراحاً ونتوءاً مؤلمة
من الانتظار
ومن الإهمال
ومن القسوة .
ليتنا ندرك ذلك , ليتنا نهتم لمشاعر الآخرين .
ليتنا ندرك ونحن ننظر لما هو بعيد عن أعيننا , أن هناك بالقرب منا , ما لا نراه , وما نؤذيه فى طريقنا للبعيد المجهول .
ليتنا لا نقابل الحب بالقسوة والتدمير .
ليتنا نشعر بما تتسبب فيه أقوالنا وأفعالنا تجاه مشاعر الآخرين .
ليتنا ندرك ...كم نقتل بداخلهم . كم ندمر يوما بعد الآخر ....
وإن استطاعوا أن ينجوا بأنفسهم ... سنكون قد خسرنا الكثير .
شيماء
29.10.2013