الثلاثاء، 29 أكتوبر 2013

عكننه مزاجيه


صبيحة يوم ثقيل الظل  , قضيت ليله فى السهر والأرق ما بين النوم والصحيان .
وما بين الكوابيس التى تهاجمك وتنقض عليك ,
لتعكر عليك تلك الدقائق التى غافلت الارق فيها لترتاح قليلا.

تستيقظ لتكتشف أن كل كره من كرات دمك تتأجج بالسخط والغيظ على كل وأى شئ .
ويصعب عليك تحتمل نفسك , فما بالك بكلام الاخرين .

تحاول أن تتلاشاهم تماما , حتى لا تنفجر وتصيح ضجرا فى وجوههم .
تقاوم رغبة قوية فى البكاء , وتحاول منع الدموع من أن تتجاوز مقلتيك . 

تمتلك طاقة سلبيه هااائلة بامكانهاا احباط اى شئ .

وفى وسط هذه العكننه المزاجيه. 
وأنت تحتجب عن جميع الناس , وتمتنع عن الكلام او الحديث او اى مواجهه . 
لان حتى مواجهه أشعه الشمس تزعجك فى حد ذاتها .


يأتى ببالك خاطراً .. أين أنا فى حياة الاخرين , وماذا أمثل لهم , وهل سيفتقدونى ؟!

من يحبك ....حتما سيفتقدك ...

بعد يوم
بعد يومان
بعد اسبوع
.
.
وطبعا كلما زادت المده ... كلما كنت أنت لا تمثل له شيئا قوياً . ولم يأثر فقدك فى حياته .
لانه افتقدك بعد عدة أيام ..

يعنى وجودك غير هام فى حياته .
تكتشف انه شئ متعب توقع أو انتظار ردود أفعال معينه , عادةً لا تحدث .
قطعاً أنت تظلم نفسك كثيراً أكثر مما يظلمها هؤلاء الآخرين .


هل أنا حقاً , وجودى فى حياة هؤلاء .. أصبح عادة , أعتادوا عليهاا . 
حقيقة مجرده وحدث مضمون حدوثه .
لا يقلقون بشأنه لا يفكرون فيه فهو شئ بديهى .

إذن .. قرار ابتعادى هذا سيكون مفيداً , 
على الاقل سأكتشف من يفتقدنى ويبحث عنى ؟!!!
أعتقد أن هؤلاء من يستحقون أن افكر بهم أن يكونوا ضمن أولوياتى .
ومن لن يشعر بغياابى ؟!!
إذن فوجودى فى حياته مساوى لعدم وجودى 
فأوفر على نفسى عناء التفكير وطاقاتى المهدره .
وأرحل بسلام من تلك الحياة التى لم ولن أكن مأثرة بها بأى شئ .


أعتقد أن طوال حياتى وأنا لم أكن أنتظر مقابلاً من علاقاتى بالآخرين .

فأنا أعتقد أن العلاقات التى يحتمل فيها التفكير فى المقابل علاقات فاشله لأنها قائمه على المصلحة .

لكن ما أفكر فيه الآن ليس مقابلاً .
أعتقد أن أقل شئ .. أن أشعر بالاهتمام , بالتقدير , وأن لوجودى قيمة .
فعلاً ...الشعور بالحب تجاه أحداً ومقدار هذا الحب  ليس أختياراً .
إنما القلوب بيد مقلب القلوب فقط .


لكن الاهتمام والتقدير هو ما يمكننا أن نتحكم به . هو تصرف أختيارى وبأيدينا.

شعورك بعدم الاهتمام والتقدير ,
يقتل وينسف كل شئ جميل بقلبك 
يترك جراحاً ونتوءاً مؤلمة
يوماً بعد يوم , وجرحاً بعد الآخر ... سيتعب القلب , سيموت الحب

من الانتظار
ومن الإهمال 
ومن القسوة .

ليتنا ندرك ذلك , ليتنا نهتم لمشاعر الآخرين . 
ليتنا ندرك ونحن ننظر لما هو بعيد عن أعيننا , أن هناك بالقرب منا , ما لا نراه , وما نؤذيه فى طريقنا للبعيد المجهول .

ليتنا لا نقابل الحب بالقسوة والتدمير .
ليتنا نشعر بما تتسبب فيه أقوالنا وأفعالنا تجاه مشاعر الآخرين .

ليتنا ندرك ...كم نقتل بداخلهم . كم ندمر يوما بعد الآخر ....
وإن استطاعوا أن ينجوا بأنفسهم ... سنكون قد خسرنا الكثير .
شيماء 
29.10.2013